بمناسبة عيد العمال
يا عمال العالم اتحدوا. يا عمال لبنان اتحدوا للتصدي للوحوش الرأسمالية والطغمات المالية وناهبي الشعب اللبناني (والعربي). تذهب طائفة وتعود أخرى، تنشب نزاعات طائفية ثم تهدأ.. تتدخل دول خارجية فتفرق بين اللبنانيين وتدعم بالمال طائفة دون أخرى.. ثم حروب وسلاح وشهداء بالمئات.. وبعد كل هذا يعود اللبناني الى منزله حيث الضغط النفسي والتعب والأمراض المتأتية من وضع اقتصادي كارثي لم يشهد لبنان مثيلاً له حتى في عز الحرب. الحرب الحقيقية هي حرب الجوع والفقر واستغلال الكادحين. الحرب الحقيقية هي ضد سلطة حاكمة فاسدة تمتص دماء الشعب وتعيد انتاج نفسها عبر الترهيب والترغيب. كل طائفة تستغل عمالها وتلهي الناس بتقاتل طائفي كاذب. كارل ماركس لم يمت. التاريخ لا يعود الى الوراء. ازداد وعي الناس أطناناً وأطنانا.. لا سيما بفضل التكنولوجيا والعلم والانفتاح على العالم. لا تستخفوا بمواقع التواصل الاجتماعي والتيك وتوك ومنصة أكس. كانت الناس تجهل كل ما أصبح بمقدورها سماعه. لم يعد لغسل الدماغ، خاصة الديني، أي مفعول بفعل هذه التقنيات الجديدة. الثورة قادمة.. التغيير قادم. لم يعد مقبولاً استغلال الإنسان لأخيه الإنسان. لم يعد مقبولاً استغلال الناس باسم الدين وتخديرهم بوعود جنة لم يرها أحد. المستقبل هو التغيير على الأرض هنا لا في الآخرة. المستقبل للمجتمعات العلمانية والدين الى مساحته التي له: علاقة لا تتجاوز عتبة المنزل لأنها محصورة بين الإنسان ومن يعتبره خالقه. وليؤمن كل إنسان بمن يشاء. في الخارج دولة القانون والجميع تحت القانون الموحد العلماني المدني. هذا هو المستقبل وهو آت لا محال. فلنسرع الخطى ولنقر في لبنان قانوناً موحداً للأحوال الشخصية ونُعمل قواعد علمنة شاملة وليس وحسب الغاء الطائفية السياسية (هذه من أساسها مزحة ثقيلة وغبية في بلد كلبنان). المستقبل للطبقة العاملة، للكادحين، للفكر الاشتراكي بصيغة تواكب العصر وتحترم المبادرة الفردية والجهد الشخصي.
المستقبل لفلسطين المحتلة بالحديد والنار على يد صهيونية عالمية فيها اليهودي والأميركي والأوروبي والعربي. المستقبل لفلسطين علمانية ولتترك الأصولية الدينية للدستور الإسرائيلي والأفغاني وغيرها. قمة القمع الدساتير الأصولية الدينية وهي الى اندثار. قمة القمع والاستغلال من يستمد قوته من تأويلات لكتب دينية وتوراتية (شعب الله المختار وغير ذلك…). الأصولية الدينية وأينما كانت الى انتحار قريب. غزة وشهداؤها بالآلاف كشفت المستور. انتقام أطفال غزة آت. فخر لنا التظاهرات في الجامعات الأميركية وفي العالم. وعار لنا هتافات طلاب عرب يستجدون العلم عند من يعتبرونهم “كفاراً” ويطالبون بالخلافة الإسلامية ويصلون في المساحات العامة في صفوف تفصل بين الذكور والإناث. هذا سلوك صهيوني بامتياز لأنه ضد أطفال غزة وخائن للتاريخ العربي والإسلامي.. الأصولية الدينية تصنع تقاتلاً لا ثورة. تاريخنا العربي الإسلامي حافل بالإنجازات والعلوم والفلسفة والثقافة. إبن رشد، إبن سينا، الخوارزمي، أبو العلاء المعري، أبو النواس، عمر الخيام، وغيرهم الآلاف.
فليكن عيدك أيها العامل، أيها الكادح اللبناني، أيها الكادح العربي، لحظة تفكر وإعادة نظر بالأمور التالية:
– القراءة من جديد وعدم تصديق كل ما قيل لك، خاصة في الكتب الدينية.
– ضرورة تعزيز الوعي الطبقي: عدوك الأساسي هو من يجوعك ومن يرميك أمام أبواب المستشفيات.
– لتكن قدوتك وبوصلتك: العلم، العلم ثم العلم.
– الجنة على الأرض وليست في سماء.