1- سبق أن كتبت أن أحمد الشرع عندما طلب من الصحفية تغطية الوجه أخافني بحيث أنني وجدت في هذا السلوك خطراً على المجتمع السوري لما يمكن أن يحمله هذا السلوك من تزمت ديني أصولي نعرف أين يبدأ ونجهل أين ينتهي. سوريا الأصيلة في تاريخها وحضارتها لا تجد نفسها في الأصولية الإسلامية إطلاقاً.
2- ثم تراءى لي أن الرجل من خلال بعض المداخلات ليس متزمتاً بل هو حذر جدا في انتقاء عباراته، ما يبشر بالخير.
3- الإسلام السياسي وحتى الأصولي متعدد. ربما لم يعرف دين غير الإسلام
هذا العدد من المدارس الفقهية والتحاليل والتفاسير ومن هنا الاقتتال والتشتت ولكن في الوقت نفسه الغناء الفكري.
4- نحن نعلم أن الدين من صنع البشر وتالياً هذا ما يفسر قيام التناقض وفي
كل النصوص الدينية. من هنا أيضا امكانية تعدد أنواع الحكم باسم الإسلام
وتالياً امكانية تأقلم الإسلام مع العصر. والكتابات كثيرة عن التوافق بين
الإسلام والعلمنة. تكفي كنابات رجل الدين الفقيه الكبير علي عبد الرازق
(أصول الحكم في الإسلام) والذي يؤكد على الفصل بين الدين والدولة في
الإسلام.
5- ما أقوله هو أقرب الى التحليل النفساني الفلسفي لشخص أحمد الشرع من
خلال متابعتي لمواقفه. ما أقوله يحمل أملاً في امكانية أن يذهب هذا
الشخص شطر مشاركة الحكم مع جميع الأطياف السورية والأحزاب
والأفكار.. وأن يقبل بحكم يقترب من العلمانية لأن سوريا لا تحكم الا
بقواعد متطورة تجاري العصر خاصة أنه أكد على القطيعة مع الأساليب
الدكتاتورية والسجون ونهج التعذيب وأعتقد أنه صادق. وقد تجلى ذلك في
ما قاله عن تصوره للعلاقة المستقبلية مع لبنان وإقراره بأن النظام السابق
هو من اغتال كمال جنبلاط وبشير الجميل ورفيق الحريري وتاليا كل باقي
شهداء الحرية.
6- أردوغان مسلم وزوجته تضع الحجاب. وتركيا علمانية كلياً، ولن تعود
تركيا الى الوراء. الزواج مدني ولا مشكل مع الملاهي والطرب والخمر
وملذات الحياة كما تعتمد المساواة التامة (القانونية) بين الذكور والأناث.
7- بإيجاز قررت أن أعطي فرصة لأحمد الشرع. نصيحتي أن يمارس الحكم
مع كل القوى السورية التي ناضلت لإحداث هذا التغيير (إسلاميين،

علمانيين، من كل الطوائف، شيوعيين وملحدين.. وهل يمكن نسيان
نضالات جورج صبرة وميشال كيلو واخرين كثر لإسقاط نظام الأسد).
8- الأيام المقبلة ستعلمنا. ولكن مهما حصل من مشاكل وحتى بعض
الممارسات المتخلفة الفرحة كبيرة بسقوط نظام الأسد..\
9- أخيرا الانتقام الميداني والعنف المبتذل ضد ازلام النظام السوري البائد
يجعل الثورة من ذات طينة النظام الاسدي ويفقدها رونقها وٱصالتها. نعم
لعقاب هؤلاء المجرمين الشبيحة ولكن رجاء محاكم عادلة على يد قضاة
اخصائيين وذوي سيرة حسنة… سوريا الجديدة أو تكون سوريا العدل
وحقوق الإنسان ودولة قانون او لا تكون..

جورج سعد