الجمعية اللبنانية لفلسفة القانون (مجتمع وقانون)

 في "جمهورية" أفلاطون طُرحت الإشكالية الأساسية التي أسست لفلسفة القانون: العلاقة بين القانون والسلطة.  

من الملفت ملاحظة أنه في زمن أفلاطون وأرسطو كان مفهوم العدل يرتكز على عقلانية الطبيعة الإنسانية، أي على مفاهيم مستقاة من الإنسان والطبيعة، فيما ستتبدل الأمور في العصر الوسيط حيث سيُستعانُ بالقدرة الإلهية لتفسير أو تبرير العقل الإنساني. بنظر غروثيوس العقل الإنساني يخلق القواعد القانونية بصورة عفوية وهذا ما يفسر موقف غروثيوس المعارض للتزمت الكالفيني. 

  مع جان جاك روسو، في العقد الإجتماعي يتخلى الأفراد عن جميع حقوقهم الطبيعية لأن الحرية هي في الخضوع لقانون وضعه العقل الإنساني (الإرادة العامة) الذي يجعل من الأنسان مواطناً. 

 جميع الفلاسفة والقانونيون الكبار، شرقاً وغرباً، كانت لهم آراؤهم في القانون والفلسفة: كانط وهيغل، ماركس وأنجلس، إبن خلدون وإبن رشد والشيرازي.. دينيين وعلمانيين..

من خلال هذه الكلمات أردنا بكل بساطة "إعطاء لون" لتوجهنا، والتعبيرعن مدى قناعتنا بأن الفلسفة هي العلوم.

 من نحن؟

نشأت "الجمعية اللبنانية لفلسفة القانون" في 7 آذار 2005 تحت الرقم 76/ أ د

نحن مجموعة من الأشخاص المهتمين بمجال الفلسفة والقانون. لماذا فلسفة القانون؟ لأن الفلسفة هي الحياة والعلم والقانون وأمنا جميعاً. ولأن القانون هو منظم حياة الناس والأداة الوحيدة، رغم قساوته على الطبقات الفقيرة، لإحقاق حقوق من يجب إحقاق حقوقهم. 

في أي قرار يتخذه القضاء ثمة عمل فلسفي يسبق ذلك بالضرورة.. بصورة واعية أو غير واعية. بيد أن الحداثة شاءت أن يتم تجاهل فلسفة القانون ولكن لحسن لحظ فقد تنبَّه لذلك قانونيون وفلاسفة عديدون وأعادوا لفلسفة القانون دورها، سواء في الإختصاصات الأكاديمية أم في البحث العلمي والمعالجة القانونية (التشريع، الإجتهاد، الفقه).

رغم أن محورنا الأساسي هو فلسفة القانون فإننا نعير الإهتمام اللازم لدور علم الإجتماع القانوني والأنتربولوجيا القانونية والسيكولوجيا القانونية..  

 هل هذا يعني أن جمعيتنا سوف تقصر عملها على الأبحاث الأكاديمية والسجالات الفقهية؟ الجواب بالنفي حتماً. ننوي العمل أيضاً في نشاطات "على الأرض" ومع الناس.

 ■  إهتمامات الجمعية هي التالية:    

1- تبيان حقيقة العلاقة بين الأفراد والقانون والقيام بأبحاث علمية قانونية تضيء على هذه العلاقة. 

2- القيام بأبحاث وندوات ومؤتمرات في مواضيع مختلفة متعلقة بفلسفة القانون، "بالقانون والمجتمع" (من مثل الإعاقات أمام تقديم الدعاوى) وبخاصة كل ما يخص حقوق الإنسان. 

3- تعزيز العلاقة مع المؤسسات العربية المختلفة، كما القيام بنشاطات بحثية مشتركة. 

4- تعزيز العلاقة مع المؤسسات الفكرية الغربية، لا سيما مع مؤسسات الإتحاد الأوروبي الذي شرع بإرساء علاقة إمتيازية وشراكية مع بلدان حوض البحر المتوسط.

5- العمل على إدخال مادة "فلسفة القانون" في مناهج إجازة الفلسفة والقانون في كليات الحقوق اللبنانية. 

6- المساهمة باي نشاط من شأنه تعزيز المستوى الثقافي والفكري والإجتماعي للناس، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالديمقراطية والعلمنة وجقوق الإنسان. 

7- المساهمة الفكرية في كتابة مؤلفات في فلسفة القانون، لا سيما من أجل إبراز ما قدمته الفلسفة العربية في هذا المجال، كما في ترجمة ونشر المؤلفات في مجال فلسفة القانون.

8- العمل بصورة وثيقة مع الجمعية ذات الإعتبار الكبير التي ننتمي إليها، كما مع جميع فروعها.

النشاطات:

☻ مؤتمر حول "فلسفة القانون: إي آفاق؟"، عُقِدَ في الجامعة اليسوعية في بيروت، بالنعاون مع جامعة الفديس يوسف، كرسي جان موني التي يرأسها الأستاذ شبلي ملاط. في 15 تشرين الأول 2005. شارك في المؤتمر الأساتذة ميشيل تروبير، شبلي ملاط، جان لويس سوريو، بجارن ملكفيك، شارل كوتيل. جورج سعد، بتول يحفوفي، محمد طي، إيفلين كستلر.

☻  تعريب مؤلف الأستاذ ميشيل تروبير، "ما هي الفلسفة"، دار PUF، Que sais-je، صدر بالعربية عن دار ا\لأنوار، بيروت، 2004.

ومؤلف الأستاذ بجارن ملكفيك، "نصوص في فلسفة القنون"، وهو مجموعة مختارة من كتابين: Réflexions sur la philosophie du droit et Horizons de la philosophie du droit، عن دار ديكي، جامعة لافال ولارماتان، Ed. de l’Université Laval et L’Harmattan، 2002. صدر بالعربية عن الجمعية اللبنانية لفلسفة القانون ودار النجوى، بيروت، 2005.

☻ جمعيتنا هي عضو في  الجمعية الدولية لفلسفة القانون والفلسفة الإجتماعية  (IVR)    Internationale Vereinigung für Rechts-und Sozialphilosophie .